-ياه يا جاد.. ده
انت شايل كتير يا راجل، بقى كل ده شايله في قلبك وساكت؟!
ابتسم وقام وقف وقال لي وهو بيروح ناحية
الباب..
-واديني خرجته وحكيتهولك، بس سيبك.. سيبك ويلا بينا، يلا نرجع الشغل لا الشيف ياخد باله من إننا سايبين المطبخ ومابنحضرش الغدا للعمال والمهندسين، وساعتهت هيخلي يومنا مش فايت.
ابتسمتله وقومت وراه، خرجنا من الأوضة ومن مبنى المبيت كله وروحنا للمبنى اللي فيه المطبخ وصالة الأكل والمخزن، دخلنا المطبخ وجهزنا الغدا وقضينا طول اليوم عادي جدًا لحد بالليل، ومع نزول الليل على المكان وعلى الساعة ٩ بالليل، كان جاد نايم في سريره.. اما انا بقى، فانا ليلتها ماكنش جايلي نوم، فخرجت برة المبنى ووقفت عشان اشرب سيجارة، ووانا واقف في مكاني وقبل ما اولع السيجارة، سمعت من ورايا صوت بيقولي..
-يا شريف.. بتعمل ايه برة المبيت يا شريف؟!
كان البشمهندس رمزي، رمزي اللي صوته خلاني اتخضيت واتنفضت في مكاني، لدرجة إن من الخضة، السيجارة وقعت من إيدي..
-لا حول ولا قوة إلا بالله.. مش كده يا بشمهندس رمزي، وربنا ما هينفع الرعب اللي
انت معيشنا فيه ده.
ضحك المهندس فريد اللي كان واقف معاه، وقال لي وهو بيحط إيده على كتفي..
-جرى ايه يا عم شريف،
انت هتقضيها كوابيس وخوف ولا ايه، يا راجل بنقولك جمد قلبك كده، ده احنا لسه مطولين مع بعض.
حاولت اهدى وطلعت سيجارة تانية من العلبة وولعتها، وقتها بص لي رمزي وقال لي وهو بياخد نفس من سيجارته..
-انا ماقصدتش اخضك يا شريف والله،
انت بس اللي اعصابك خفيفة، وبعدين انا مش عارف
انت ازاي خارج تشرب سيجارة لوحدك بالليل، وانا لسه الصبح كنت بحكيلك على واحد اتلبس وهو بيشرب سيجارة بالليل في موقع من المواقع و..
وقتها قاطعه فريد بسرعة..
-يا عم اسكت الله يرضى عليك وبطل هزار بقى…
وبعد كده كمل كلامه وهو بيبص لي..
-سيبك منه يا شريف، هو جاد عامل ايه صحيح؟!
خدت نفس من السيجارة وجاوبته وانا ببص على الصحرا اللي حوالينا..
-بقى أحسن، بيقول إنها اول مرة تجيله، تلاقيه اتخبط ولا جاله كهربا زيادة ولا حاجة.
قولتله كده وسكتت، ولو هتقولي كدبت عليه ليه، فانا هقولك إني كنت
لازم اعمل كده.. ماهو الموضوع لو اتعرف والكلام بدأ ينتشر عن إن جاد عنده صرع وبيجيله باستمرار، فدي حاجة ممكن تخليهم يمشوه من الموقع ومن الشركة خالص لو اتأكدوا إنه مش سليم، لكن وانا واقف سرحان وجنبي فريد ورمزي بيتكلموا، ماكنتش مركز معاهم.. انا كنت مركز مع حاجة تانية، حد واقف بعيد ورا المبنى اللي المهندسين بيباتوا فيه.. ايوة حد، حد مش باين منه أي حاجة بسبب الضلمة، ومع ذلك لمحته وخدت بالي منه بسبب حركته، وقتها قاطعتهم وقولتلهم بخوف وانا بشاور ناحية المبنى اللي مكانه قصاد المبنى بتاعنا بالظبط..
-هناك.. ورا المبنى اللي بتباتوا فيه، في حد واقف وبيبص علينا!
ركز فريد مع المكان اللي شاورت عليه..
-حد!.. حد مين ده؟!
اتمشى فريد ناحية المكان ووراه رمزي وانا وراهم هم الاتنين، المبنى كان بعيد عننا بشوية، فضلنا نتمشى لحد ما وصلنا للمكان اللي شوفت عنده الراجل، وساعتها بص لي فريد وهو مستغرب..
-مافيش حد يا عم شريف،
انت بيتهيألك ولا ايه؟!
اول ما قال كده، ضحك رمزي بهستيريا…
-ههه.. تلاقيه الجن ولا العفريت اللي حلم بيه امبارح.
لما رمزي قال كلامه ده، فريد غصب عنه ضحك هو كمان..
-الله يخربيتك.. يا ابني
انت مش هتكبر بقى، جن ايه يا عم اللي هيطلعله من الحلم!
بصيت لهم وانا ساكت، بعد كده بصيت ناحية المكان اللي لمحت الشخص الغريب ده واقف فيه..
-طب عليا الطلاق كان في حد واقف هنا يا بشمهندس منك له، هو انا اتجننت يعني يا جدعان ولا ايه؟!
مسك فريد نفسه بالعافية طبعًا من كتر الضحك، وقرب مني وقال لي بجدية عشان يطمنني..
-يا عم صلي على النبي، ولا أي جن.. ده تلاقيه حد من العمال كان واقف بيشرب سيجارة ولا حاجة، ولما خد باله من إن احنا شوفناه، خاف وطلع يجري ولف من ورا المبنى ولا حاجة، روق كده وماتاخدش كل حاجة بجد.. احنا هنا بنشتغل وطالع عنينا عشان لقمة العيش، فماتحطش في دماغك بقى موضوع العفاريت ده وماتاخدش على كلام رمزي.. رمزي اصلًا تلات تربع كلامه هزار.. اهو، بنحاول نهون على بعض بدل ما نطق من كتر الشغل والبعد عن أهالينا.
قرب مننا رمزي ووجه كلامه لفريد..
-يا عم فريد ده شكله خواف وكئيب، انا مش ههزر معاه تاني ولا هحكيله على اي حاجة من المواقف المرعبة اللي شوفتها في الشغلانة دي.. انا غلطان اصلًا اني مش زي بقية المهندسين، ولا هو
لازم اكشر وابقى جامد ومابتكلمش مع حد، ولو اتكلمت اشخط وانطر عشان الناس تحبني يعني؟
لما رمزي قال كده، حسيت في كلامه بشوية زعل مني.. انا حقيقي مش قوي للدرجة اللي تخليني اقول اني مش خواف، ويمكن ده السبب اللي خلاني بقيت بخاف من حكاياته، بس هو في الأول وفي الأخر برضه، مهندس جدع.. معاملته
معايا انا وكل اللي شغالين في الموقع مختلفة عن معاملة بقيت المهندسين، فعشان اتدارك الموقف، قربت منه وقولتله بود..
-حقك عليا يا بشمهندس.. انا ماقصدش ازعلك والله، كل الحكاية بس إن انا مش واخد على الجو في الصحرا هنا و.. يا بشمهندس..
انت..
انت مبرق على ايه ورايا؟
كان رمزي واقف وهو مبرق على حاجة ورايا ومابيتكلمش، الرعب والخوف خلوني ماتوقعش ايه اللي ممكن يكون واقف ورايا، وعشان كده قربت منه ومالفتش رقبتي ولا كنت هلفها عشان ماشوفش اللي ورايا..
-الراجل.. اللي معاه كلب.. وراك.. وراك يا شريف!
اترعبت اول ما قال لي كده، بس في ثواني ضحك هو وفريد، وفي اللحظة دي أدركت إنهم بيهزروا
معايا، فضحكت انا كمان بصراحة.. وفضلنا نضحك احنا التلاتة واتمشينا لحد ما وصلنا عند المبنى اللي انا بنام فيه، المبنى اللي بمجرد ما وصلنا قدامه، سكتنا احنا التلاتة وبصينا لبعض بقلق لما سمعنا صوت حد بيصرخ من جوة!
دخلنا جري احنا التلاتة على مصدر الصوت اللي كان جاي من أوضتي انا وجاد، ايوة.. جاد كان نايم على سريره وعمال يتنفض وعينيه الاتنين لونهم أبيض تمامًا، بالظبط زي ما كان الصبح، وطبعًا مش محتاج اقول إن كل اللي موجودين في الأوض جنبينا بما فيهم الشيف خالد..
كلهم اتلموا حوالين جاد اللي بعد شوية ابتدى يهدى ويفوق، ومع فوقته الارتياح ظهر على وش معظم اللي واقفين ماعدى رزق الاستيوارت.. رزق اللي اتكلم وهو خايف وقلقان وقال لي بصوت مسموع..
-ما انا قولتلك يا عم شريف… قولتلك لما تِعب الصبح في المطبخ إنه ملبوس ومحتاج لشيخ.
بصيتله وانا ببرق عشان يسكت..
-يا أخي هو احنا في ايه ولا في ايه.. ملبوس ايه بس، اجري هاتله اي حاجة من المطبخ يشربها ولا..
لكن وقتها اتدخل الشيف خالد وقال باستغراب..
-تِعب الصبح في المطبخ وتِعب تاني دلوقتي؟.. طب ماحدش فيكوا قال لي ليه؟
-ما حضرتك كنت مش
موجود في المبنى وكمان هو.. هو تعب بسيط وبأذن الله يعني مش هيتكرر.. ولا ايه يا جاد؟!
لما قولتله كده ماردش عليا، جاد ماكنش معانا اساسًا، كان تايه وكأنه لسه بيستوعب الدنيا من حواليه!
بس اللي رد عليا وقتها كان شيف خالد اللي قال لي..
-حد يفضل معاه لغاية الصبح، وانا هكلم الشركة تبعتلنا طباخ الصبح وهو ينزل يكشف في أي مستشفى، انا ماينفعش اسيبه في الموقع وهو بالشكل ده.
وفعلًا اللي قال عليه الشيف خالد حصل، كل واحد كان واقف في الأوضة رجع لمكانه، وانا فضلت سهران مع جاد لحد الصبح، ومع طلوع النهار جه طباخ تاني اسمه كمال، وجاد نزل من الموقع وراح يكشف في مستشفى بأمر من الشركة، وده ببساطة لأن ماينفعش طباخ ولا حد من العمال اصلًا، يكون مريض وبيشتغل في موقع من المواقع اللي الشركة بتخدمها، وكمان لأنه كان تعبان تعب شديد اوي وماكنش مركز مع اللي حواليه، ولحد هنا اقدر اقول إن الموضوع كان عادي ويعدي.. شوية كوابيس على تخاريف على هواجس بتجيلي.. وطباخ زميلي اكتشفنا إنه مريض واترحل من الموقع، إنما الحاجة الغريبة بقى واللي الموقع كله اتكلم عنها، هي جملة لقيناها مكتوبة على حيطة من حيطان المبنى اللي بنبات فيه.. جملة كانت مكتوبة بلون أسود، وكأنها اتكتبت بالفحم.. جملة غامضة ومرعبة…
(أبليس هياخد روحك يا عبد المقصود…)
الجملة دي خلت كل اللي في الموقع يتكلموا، سواء في شركتنا، او عمال من شركة البترول، او حتى مهندسين وموظفين ورؤسا!
وطبعًا عشان الموضوع يتلم، فرئيس الموقع والشيف بعد كلام الكامب بوس.. او الكامبوس زي ما بنقول عليه، واللي هو المسؤول عن الاشراف على شغلنا كشركة خدمات في الموقع.. الاتنين بعد كلام الكامبوس ليهم، اتعصبوا اوي وقالوا إن اكيد اللي كتب الجملة دي حد بيهزر مننا احنا كناس تابعين لشركة الخدمات، وانهم مش هيسكتوا عن المهزلة دي، ولو اتعرف مين اللي عملها.. هيتجازى ومش هيحصل له طيب.. إنما على مين، انا ماكنتش مرتاح، وكمان ماكنتش مصدق إن اللي كتب الجملة دي حد بيهزر او الموضوع هيعدي بسهولة كده، وعشان كده ليلتها وبعد ما خلصنا شغل، ووقت ما كنت واقف انا والطباخ كمال برة المبنى عشان نشرب لنا سيجارتين، وكمان لما وقف معانا المهندس رمزي والمهندس فريد اللي طبعًا متعودين كل ليلة يسهروا شوية برة المباني، وقتها اتكلمت معاهم عن الجملة الغريبة دي لما قولتلهم..
-بقولكوا ايه.. انا مش مرتاح، موضوع إن اللي كتب الجملة دي بيهزر، ولو اتعرف هيتجازى، ده موضوع مش داخل دماغي بربع جنيه.. انا حاسس إن الحكاية وراها إنَ.
بص لي رمزي وشاور لفريد..
-مش قولتلك.. انا كمان مش مرتاح ولا مطمن، ده تلاقيه الجن اللي شريف شافه بالليل..
كان بيقول كده وهو بيضحك، فبصلي كمال باستغراب ورجع بص لرمزي وهو بيرمي السيجارة اللي في إيده بقلق..
-جن.. جن ايه اللي شوفته يا شريف؟!
في اللحظة دي زق فريد، رمزي في كتفه..
-يا أخي اكبر بقى وبطل تهريج، مافيش يا كمال.. ده رمزي، عادي يعني، مابيتكلمش كلمتين جد على بعض، لا جن ولا حاجة يا سيدي، ده شريف كان بيتهيأله إنه شاف حد بيتحرك ورا المبنى اللي هناك ده امبارح بالليل، بس زي ما
انت شايف كده، المكان مافيهوش لا جن ولا اي حاجة غريبة، ورمزي بيحاول يهزر وينكت كعادته يعني، وبالنسبة بقى لموضوع الجملة اللي اتكتبت دي، فانا حاسس إنه هزار فعلًا.. حد من العمال حب يخوف عامل زميله، فكتبله الجملة دي؟!
لكن رمزي رد عليه بسرعة…
-انت بتقول ايه.. هو لو حد من العمال حابب يهزر مع زميله، هيكتبله الجملة دي على حيطة المبنى هنا ليه، ما يكتبهاله على المبنى اللي هم بيباتوا فيه، مش هيكتبها على المبنى اللي بيباتوا فيه عمال شركة الخدمات..
كانوا بيتكلموا
كلهم وانا برضه مش مهتم، انا زي الليلة اللي فاتت تمام، عينيا كانت عمالة تروح وتيجي وانا مركز مع نفس المكان، انا شايف عنده حد واقف.. حد بجلابية، كان واضح اكتر المرة دي، وقتها بصيت لفريد وقولتله بصوت واطي وبشجاعة لأول مرة من وقت ما جيت الموقع..
-بقولك ايه.. ده مش جن، ده حرامي.. اجري
انت من الناحية دي، وانا هجري من الناحية التانية.. في حوار ولازم نجيبه.
هز لي فريد راسه بالموافقة، وفجأة انا وهو جرينا، انا روحت ناحية اليمين وهو ناحية الشمال، لفينا من ورا المبنى وفي اللحظة دي لمحناه، كان بيجري قصادنا، طلعنا نجري وراه احنا الاربعة… انا وكمال ورايا، وفريد ورمزي وراه.. جرينا وراه لحد ما في لحظة اتكعبل ووقع، جرينا اسرع وروحنا ناحيته.. كان راجل لابس جلابية، قدرنا نحصله ونجيبه، حد مابيشتغلش معانا في الموقع، حاول يقاومنا ويجري، لكننا اتلمينا عليه وساعتها كانت المصيبة، الراجل ده كان معاه سكينة.. سكينة خدناها منه وضربناه وجرجرناه لحد المبنى بتاعنا.. في الوقت ده كانوا كل اللي في الموقع تقريبًا صحيوا، الكل صحي لما اتعرف إن في حرامي غريب في الموقع!
كتفناه كلنا واتصلنا بالحكومة، بس قبل ما الحكومة توصل ووقت ما كنا كلنا ملمومين حواليه، قربت منه وقولتله بغضب شديد..
-كنت هقطع الخلف بسببك، امبارح
انت كنت بتراقبنا وانا شوفتك، بس
انت جريت واستخبيت قبل ما نجيبك، لكن الحمد لله.. الحمد لله إن انا خدت بالي منك وجيبناك، بقى يا حرامي يا غبي.. يا غبي،
عاوز تسرق موقع كامل مليان عمال ومهندسين وطباخين بسكينة، يا اهبل!
اول ما قولتله كده ثار، نسي كل اللي واقفين ورد عليا بزعيق وهو متضايق اوي..
-اخرس كك قطع لسانك، انا مش حرامي، انا صاحب حق وكنت بحاول اخد حقي، وبعدين هو فين.. هو فين قتال القُتلة.
-هو مين.. وحق ايه اللي
انت بتتكلم عنه؟!
لما فريد سأله السؤال ده، جاوبه الراجل بكل حزم وجدية، وكان واضح على ملامحه إنه مابيكدبش ولا بيحور…
-عبد المقصود ابن عواد بخيت، اللي قتل اخويا.
بصينا كلنا لبعض واحنا مش فاهمين حاجة، فقربت منه اكتر وسألته..
-عبد المقصود مين، وقتل اخوك ازاي وفين؟!
جاوبني وهو بيبص لي في عينيا بغضب..
-انا مش قاتل.. انا واحد اخوه اتقتل في عركة بين عيلتين من سنين، ووقت العركة دي انا ماكنتش في بلدنا، كنت عند مراتي التانية في بلد جنب بلدنا، ولما رجعت.. عرفت إن اخويا مات في عركة بين عيلتنا (عيلة مجاهد) وعيلة تانية من البلد اسمها (عيلة بخيت).. وفي العركة دي وقع اخويا الصغير، واللي قتله كان واحد من عيلة بخيت اسمه عبد المقصود، عبد المقصود ده اتضرب على دماغه واتنقل للمستشفى، وقبل ما نوصل له ونجيب أجله كان هرب.. فص ملح وداب، دوخت عليه
بعدها السبع دوخات، لحد ما في مرة عرفت وبالصدفة عن طريق واحد سمع من واحد من ولاد عمه، إنه سافر على القاهرة عند اهل امه اللي في مصر.. فنزلت وفضلت ادور واسأل لحد ما وصلت لعنوانه، بس للأسف، عقبال ما وصلتله كان قريبه ده مات وهو ساب المطرح اللي كان عايش فيه معاه، بس برضه انا مايأستش ودورت، وفضلت وراه لحد ما عرفت إنه هنا.. بيشتغل هنا ومغير اسمه ل..
قاطعته بسرعة قبل يكمل..
-لجاد.. تقصد جاد مش كده؟!
-ايوة هو.. كنت
عاوز استدرجه من اول امبارح، بس ماعرفتش، فاضطريت اني اكتب رسالة على حيطة المكان اخوفه بيها عشان يمشي من هنا واستفرد بيه، او يطلع لوحده في الليل بعيد عنكوا وبرضه ساعتها هستفرد بيه وهقتله زي ما قتل اخويا.. اللي كان معاكوا ده ما اسموش جاد، ده عبد المقصود.. بس اهله غيروا اسمه وزوروا له بطاقة بأسم حد تاني عشان ما نوصلوش، ده قاتل وانا كنت
لازم اجيب أجله، بس قبل ما اموته وقعت في إيديكوا واتكشفت قبل ما اجيبه، ااه م الزمن.. بقى انا اللي طوفتها بالطول والعرض، وقابلت الخبيث والسالك، والطيب والندل.. وعلمت على الكبير قبل الصغير، ده حتى اللي علموني كبرت وعلمت عليهم، بقى بعد ده كله اقع وماعرفش اجيب حق اخويا، اقع بسبب كبر سني وماقدرش اجري.. منه لله الزمن والعمر اللي جري بيا وخلاني اتحول من وحش الكل بيخاف منه وبيهابه، لدرجة إن أسم شهرته كان ابليس، لراجل خايب عاجز.. عاجز حتى عن إنه يجيب حق اخوه.
كنت بسمعه وانا مذهول.. حقيقي كنت مذهول، انا مش اتضحك عليا من جاد وحكالي حكاية غير الحقيقة، لا.. ده انا كمان اتضحك عليا في إسمه وفي طيبته، فضلت ساكت ومذهول لثواني بعدهم افتكرت.. افتكرت نظرته ليا وهو بيحكيلي.. جاد او عبد المقصود كدب اه في أسمه… لكنه مستحيل يكون كدب عليا في إنه قتل او ماقتلش، لا لا.. جاد ماقتلش، انا متأكد، وبسبب تأكدي ده قربت منه وقولتله..
-بص.. ايًا كان اسمه.. جاد ولا عبد المقصود ولا حتى الجن ابن العفريت، الشخص ده ماقتلش، الشخص اتاخد في الرجلين واتمرمط، وانت بقى كل اللي قولته ده كان تخاريف يا.. يا ابليس،
انت اتضحك عليك وقالوا لك إنه قتل اخوك عشان الدم مايخلصش بين العيلتين، اللي قتل اخوك مات واتقتل يومها في الخناقة، اجري دور على حقك عند اهلك اللي ضحكوا عليك.. ده لو
خرجت من قضية سرقة الكامب اصلًا، واحب بقى ابشرك.. اللي
انت جاي تدور عليه راجل مريض، وزمانه دلوقتي في مستشفى من المستشفيات وبيتعالج..
لما وصلنا لحد هنا في الكلام كان البوليس وصل، البوليس اللي قبض عليه ومن وقتها واحنا مانعرفش عنه اي حاجة غير إنه اسمه الحقيقي فرج، واتعمله قضية سرقة الكامب واتسجن بسببها، اما بقى عن جاد واللي اتأكدنا إن اسمه عبد المقصود وكان فعلًا مزور ورقه عشان يعرف يهرب من التار اللي عليه، فده فضل تعبان لفترة قضاها في مستشفى الأمراض العقلية بسبب الصرع اللي عنده وبعد كده مات.. اما عني انا بقى، فانا من بعد اللي
حصل ومريت بيه، قلبي بقى أجمد وفضلت شغال في الموقع ده وبعده في مواقع كتير، مواقع كتير شوفت فيهم ناس وحكايات، بس مهما شوفت ومر عليا.. فانا مش هشوف اغرب من الحكاية اللي عيشتها دي من حوالي ١٥ سنة، الحكاية اللي عرفت واتأكدت عن طريقها إن العفريت والشيطان الحقيقي هو الأنسان.. هو اللي بيقتل وبينتقم، وعلى رأي ابويا الله يرحمه.. ما عفريت إلا ابن أدم…!
تمت
#محمد_شعبان